عن جدارة واستحقاق تمكنت طائرة الرهيب الرياني من التحليق عالياً في سماء البرازيل بعد أن أعطبت محركات طائرة ترينتينو الإيطالي وأجبرتها على الهبوط وأسقطتها في موقعة مدينة بيلوهورزنتي بثلاثية قاسية لن ينساها لاعبو وأنصار بطل النسخة السابقة 2012 ترينتينو الإيطالي. ولأول مرة تحقق الطائرة القطرية ممثلة بنادي الريان انتصاراً تاريخياً على الطائرة الإيطالية بثلاثية نظيفة رغم الظروف والأجواء الصعبة القاسية التي واجهت الطائرة الريانية لقد أبدع وأمتع لاعبو الريان جماهير البرازيل وقدموا فاصلاً فنياً من المهارات من حيث الضرب الساحق الذي لا يصد ولا يرد …
والإرسال القوي وحوائط الصد المنيعة ومهارة الليبرو البرازيلي (آلان دومينغو) في استقبال الكرة الأولى وتسليمها للمعد صانع الألعاب المتميّز رفائيل فتيرا. لقد كانت الكتيبة الريانية أبطالاً وكانوا عند حسن الظن بهم وأوفوا بالعهد وحققوا انتصاراً تاريخياً على الكرة الإيطالية وثأروا لخسارتهم السابقة في النسخة الماضية وردوا الاعتبار واحتفلوا بأول انتصار في البرازيل.
لقد كانت المباراة قوية وتميزت بالإثارة والندية وكانت المنافسة شرسة وحامية الوطيس على مدار أشواط المباراة الثلاثة. ورغم قصر فترة الإعداد ألا أن التجانس والتفاهم والانسجام كان واضحاً من خلال أداء اللاعبين في المباراة، وقد تمكن المدرب الكرواتي إيجور من خلال التدريبات من تشكيل هذه الخلطة الجميلة التي حققت الانتصار التاريخي الذي لن ينسى في تاريخ كرة الطائرة الريانية خارج الديار.
لقد دخل اللاعبون الشوط الأول ولديهم العزيمة والإصرار والتحدي على كسب الشوط الذي كان متكافئاً بين الفريقين نقطة بنقطة يتقدم الريان ثم يتعادلان ثم يتقدم ترينتينو الإيطالي وهكذا يستمر اللعب سجالا ثم يتقدم فريق ترينتينو (16 -14)، لم ييأس الريانيون ولم يستسلموا بل كانوا نداً قوياً للفريق المنافس وتعادلوا (16 – 16) ثم بادر الرهيب بالتمسك بزمام التقدم وصار الفارق نقطتين وظل على هذا الحال حتى فاز الريان بالشوط الأول (25 مقابل 22).
وفي الشوط الثاني تكرر نفس المشهد وتبادل الأدوار وظل على هذا الحال حتى النقاط الأخيرة وفجأة تقدم فريق ترينتينو 24 وكانت نقطة الحسم قريبة منهم لولا براعة الليبرو (الآن دومينغوس) وكفاءة صانع الألعاب رافائيل وقوة الضرب من سايمون وكان مبارك ضاحي من نجوم هذا الشوط رغم قلة خبرته لكنه قارع الكبار وتفوّق عليهم، ثم عاد الريانيون لتألقهم وتعادل الفريقان (24/24) وتحفز لاعبو الريان بحماسهم وعزيمتهم وتمكنوا من كسب هذا الشوط بنتيجة (26 -24).
لم يكن الشوط الثالث مغايرا بل ظل الوضع على حاله سجالاً بين الفريقين وكانت الندية سمته والكل يحدوه الأمل بالفوز به، الريان يريد إنهاءه للفوز بالمباراة وترينتينو يحاول الفوز به من أجل استمراره لكن لاعبي الريان بمهاراتهم وحماسهم وروحهم المعنوية العالية قلبوا الموازين وكل التوقعات وتمكنوا من إنهاء الشوط لصالحهم (25 مقابل 22) لتنتهي المباراة بفوز الريان بثلاثية نظيفة بيضاء ويحصل الفريق على أول ثلاث نقاط في رصيده لترتسم الفرحة على البعثة الريانية ويخيم الحزن والأسى على الطليان الذين كانوا مندهشين من هول الصدمة. أدار المباراة الحكم الهولندي فرانس لودريوس وحكم ثاني الأرجنتيني هيرنان كسمايكيولا واستمرت المباراة زهاء ساعة و26 دقيقة حافلة بالندية والإثارة والمتعة.
